ما هو التأخر اللغوي؟

التأخر اللغوي مشكلة شائعة عند الأطفال منها ما يكون طبيعي و منها ما يكون مؤشر لوجود مشكلة لدى الطفل ، في السابق كان الأهل لا يهتمون إذا تأخر الطفل بالكلام معللين ذلك بأن الطفل سيكبر و يتحدث . ولكن مع زيادة الوعي أصبح الأهل حريصين على تطوير مهارات اللغة سواء كان هذا التأخر بسبب مشكلة أو تأخر لغوي طبيعي.

هناك نوعان من التأخر اللغوي:

 تأخر لغوي طبيعي:

 أي أن الطفل لا يعاني من أي مشكلة طبية أدت إلى تأخر اللغة لديه، ويكون التأخر بسبب قلة تحفيز الأهل للغة عند الطفل أو بقاء الطفل مدة طويلة أمام التلفاز أو الآيباد.

تأخر لغوي بسبب مشكلة طبية أو سلوكية:

أي أن التأخر اللغوي يرجع إلى مشكلة طبية أو سلوكية لدى الطفل، وعادة ما يكون التأخر اللغوي هو أول مؤشر لينتبه الأهل إذا كان طفلهم يعاني من:

• ضعف في السمع
• ضعف التواصل
• فرط الحركة
• تشتت الانتباه
• صعوبات التعلم
• التأخر العقلي

كيف أعرف إذا كان التأخر اللغوي لدى طفلي طبيعي أو بسبب مشكلة طبية؟

التأخر اللغوي الطبيعي:

الطفل الذي يعاني من تأخر لغوي طبيعي تكون مهارات التواصل غير اللفظية ممتازة أي أنه:

• يعوض عن تأخر اللغة لديه بالتأشير بأصبعه وبالإشارات الوصفية
• ينتبه للآخرين عندما يتحدثون معه
• يلبي الأوامر التي تُطلب منه
• مهارات تقليد الآخرين لديه ممتازة
• مهارات اللعب التخيلي والتفاعل مع الآخرين ممتازة.

كما أن الطفل الذي يعاني من تأخر لغة طبيعي تتحسن مهاراته اللغوية بسرعة عندما ينتبه الأهل للمشكلة ويعملون على تداركها وذلك ب:

• تحفيز وتطوير مهارات اللغة لدى الطفل
• إدراج الطفل بالروضة
• تقليل عدد الساعات التي يمضيها الطفل على التلفاز والآيباد.

تأخر لغوي بسبب مشكلة طبية أو سلوكية:

قد يكون الطفل يعاني من مشكلة طبية أو سلوكية إذا لاحظ الأهل أي من هذه الصفات:

• لا يرد على اسمه عندما ينادى
• لا يركز ولا ينتبه للآخرين أثناء الحديث معه
• لا يؤشر بإصبعه على الشيء الذي يريده، ولا يستخدم الإشارات الوصفية
• مزاجي وكثير التطنيش
• لا يلبي الأوامر دائمًا
• مهارات تقليد الآخرين لديه ضعيفة
• مهارات اللعب بالألعاب ومهارات اللعب التخيلي لديه ضعيفة
• إذا لم تتحسن مهارات اللغة لديه، حتى بعد تحفيز لغة الطفل وإدراجه في الروضة.

 ما هو الفرق بين ضعف التواصل التأخر اللغوي  وضعف النطق؟

 التواصل

يخلط كثير من الناس بين ضعف التـّواصل وبين التأخر اللغويّ ويغفل معظمهم عن أن مهارات التـّواصل تتشكل عند الطفل قبل مهاراته اللغويّة.

ولكي يتضح التـّواصل أكثر سأصف الوسائل التي يستخدمها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12-18شهرًا مع من حولهم وهي مهارات أساسيّة يجب أن يتقنها الطفل جيدًا قبل أن يتعلم الكلام:

• يلتفت عندما ينادى باسمه.
• يرد الابتسامة عندما يبتسم له والداه أو المقربون من حوله.
• إذا أراد شيئًا معينًا ينظر إلى الشيء الذي يريده أو يشير بإصبعه ثمّ ينظر إلى والدته ليتأكد أنـّها فهمت قصده (الانتباه المشترك).
• يلفت نظر والدته إلى الشيء الذي لفت انتباهه، مثلاً إذا رأى عصفورًا ينظر إلى والدته ليبين لها أن العصفور لفت انتباهه.
• يطلب المساعدة إذا احتاجها بالنظر إلى والدته.
• يقوم بفعل إشارات ترمز للأشياء مثل أن يضع يده على فمه ليرمز إلى الحليب أو يمد يده ويفتح راحة يده ويغلقها (إشارة لأعطيني) وجميع هذه الإشارات يقوم بها وهو ينظر إلى والدته.
• يحضر لها أشياء ليُريها إيّاها.
• يقلد أهله.
• يُخرج بعض الأصوات وهو ينظر إلى والدته محاولًا أن يفهمها ما يريد.
• يهز رأسه للموافقة أو للنفي.
• يلبّي الأوامر البسيطة مثل أعطيني الكرة.
• إذا علمته والدته الإشارة إلى أجزاء جسمه فهو يستجيب ويتعلم.

الأطفال الصغار لا يحتاجون اللغة دائما للتـّواصل مع بعضهم فتجدهم يلعبون في الملعب أو الحديقة معًا ويضحكون ويصرخون ويجرون في كلّ مكان، وإذا تمعّنا فيهم وجدنا أن بعضهم لم يتكلم بعد وأحيانًا يكونون من جنسيات مختلفة ويتحدثون لغات مختلفة ومع ذلك يكون بينهم انسجام وتفاعل.

إذا كان الطفل يتكلم ومهارات التواصل لديه ضعيفة فهذا يدل على أن الطفل يعاني من ضعف في مهارات التواصل، والكلمات التي يقولها تعتبر ترديد لما يقوله الآخرين.

التأخر اللغوي

تنقسم اللغة إلى قسمين:

اللغة الاستقباليّة:

ويُقصد بها فهم الطفل للكلمات والتعليمات التي يتلقاها من الغير.

اللغة التعبيرية:

ويقصد بها الكلمات والجمل التي يستخدمها الطفل للتعبير عن نفسه.

قبل أن نتوقع من الطفل أن ينطق الكلمة يجب أن نتأكد من أن الطفل يفهم معناها، وكثير من الأهل يعتقدون أن طفلهم يفهم اللغة ولكن في الحقيقة الطفل يفهم الموقف لا الكلمة أو الجملة التي قالها الأهل.

• أثناء وقت الخروج تشير الأم إلى الحذاء وتقول لابنها: البس حذاءك قد يكون فهم من الإشارة لا الكلمة.
• تقع الملعقة على الأرض ويقول والد سارة: أحضري لي الملعقة وتذهب وتحضر الملعقة قد تكون فهمت من سياق الحدث لا الكلمة.
• تشير أخت أحمد إلى مكان بجانبها وتقول له: تعال إلى هنا فيأتي إليها¬ قد يكون فهم من الإشارة لا الكلمة.
• تقول أمّ غادة: اجلسي على الكرسيّ وهي تسحب لها الكرسيّ قد تكون فهمت من سياق الحدث لا الكلمة.

استجابة الطفل في هذه المواقف لا تعني بالضرورة أن الطفل فهم الكلام الذي قيل له تحديدا، إنـّما قد يكون فهم من سياق الحدث، وإذا قيلت له الجمل بلغة أخرى فقد يستجيب.

فقد نجد طفلًا يحضر حذاءه عندما تقول والدته وهي مستعدة للخروج: ” احضر حذاءك ” ولكن بينما هي جالسة في المنزل وتقول له: أين حذاؤك لا يستجيب هنا. أو طفل يقول لوالدته ” أأشرب ماء “؟ عندما يريد أن يشرب، ولكن عندما نعرض للطفل صورا لأطفال يقومون بأفعال مختلفة ومن ضمنها صورة لشخص يشرب ونسأله: “أين الذي يشرب” فلا يستجيب هنا، نقول إن الطفل يردد عبارة “أشرب ماء” ولكنه لا يفهم معناها.

وأفضل طريقة لمعرفة إذا كان الطفل يفهم الكلمة أو يفهم الموقف نسأله “أين —؟” فإذا استجاب بالتأشير على الشيء الذي نسميه هنا نقول إن الطفل يفهم الكلمة.

وكثير من الأهل يعتقدون بأن الطفل يفهم الكلمة ولكن يُعاند أو يرفض الاستجابة ولكن في الحقيقة يكون الطفل لم يفهم الكلمة 100%.

وعادة إذا فهم الطفل الكلمة فسيلاحظ الأهل بأن الطفل بدأ باستخدامها.

التحفيز اللغوي:

يعتبر التحفيز اللغوي أهم نقطة لتطوير مهارات اللغة لدى الأطفال، ويعتمد على الطريقة التي يستخدمها الأهل في الحديث مع الطفل لتعليمه مهارات اللغة. فبعض الأهل لا يتحدثون مع الطفل أو يستخدمون الكلام الطفولي المصغر معهم، وبعضهم يتحدثون مع طفلهم كثيراً إلا أن طريقتهم لا تساهم ولا تحفز الطفل على الكلام، ومن طرق التحفيز اللغوي:

(قريبا)

التواصل

كيف أطور مهارات التواصل لدى طفلي؟

يعتقد كثير من الأهالي أن التأخر اللغويّ هو المشكلة الأساسيّة بالنـّسبة إلى أطفالهم ضعيفي التـّواصل وأنهم يتصرّفون بمزاجيّة لهذا السبب، وما إن تتطور مهاراتهم اللغويّة حتى ينتهي هذا السلوك، والحقيقة: أن الخلل يكمن في ضعف مهارات التـّواصل لدى الطفل. ولا يتمكن الطفل من تعلم مهارات الحياة ومن ضمنها اللغة إلاّ بتواصله مع من حوله.

لكي نطور مهارات التواصل لدى الطفل يجب:

• تدريب الطفل ليعبر عن نفسه بمهارات التواصل غير اللفظية (التأشير بالإصبع – الإشارات الوصفية – التواصل باستخدام الصور) قبل تدريب الطفل على مهارات اللغة.
• تطوير مهارات اللغة الاستقبالين (فهم اللغة) لدى الطفل.
• تطوير مهارات اللعب التخيلي.
• تطوير مهارة تقليد الآخرين.

ما هي أهمية مهارات تقليد الآخرين في تطوير مهارات التواصل؟

ضعف مهارات التقليد هي المشكلة الأساسية لدى الطفل ضعيف التواصل، فالأطفال يتعلمون اللغة بتقليد الآخرين عندما يتحدثون، ويتعلمون مهارات اللعب ومهارات الحياة بتقليد الآخرين، فإذا كان الطفل لا يقلد فهو لن يتعلم

ولهذا فإن تدريب الطفل على مهارات تقليد الآخرين له دور فعال في تطوير مهارات التواصل.

ما هي العلاقة بين اللعب التخيلي ومهارات التواصل واللغة؟

يصنف العلماء مهارات اللعب التخيلي وتحديدا مهارات اللعب الترميزي من مهارات اللغة والتواصل، وكلما تحسنت مهارات اللعب التخيلي عند الطفل تطورت مهارات التواصل لديه. فالطفل الذي لا يعرف كيف يلعب بالألعاب مثل (الدمية – لعبة أدوات المطبخ. الخ) تكون مهارات التواصل لديه ضعيفة جداً.

ولن تجد طفلًا يتحدث بطلاقة ومهارات اللعب التخيلي لديه ضعيفة.

لماذا تستخدم الصور كوسيلة للتدريب على التواصل؟

الطفل ضعيف التواصل لا يستطيع التعبير عن نفسه بالكلمات، ولا بطرق التواصل غير اللفظية، لهذا فإن تدريب الطفل على التعبير عن نفسه باستخدام الصور يعتبر طريقة لتطوير مهارات التواصل وجسر لتعلم اللغة.

ما هو برنامج تبادل الصور (بيكس)؟ وما هو دوره في تطوير التواصل واللغة؟

فكرة هذا البرنامج تعتمد على استخدام الصور ليعبر الطفل عن نفسه. وهو من البرامج القوية التي أثبتت كثير من الأبحاث والدراسات على فاعليته في اكتساب اللغة وتحسين مهارات التواصل لدى الطفل ضعيف التواصل.

وقد يعتقد البعض أن الطفل سيعتمد على الصور ولن يتكلم، وهذا الكلام غير صحيح تماما، بل إن الصور تعتبر طريقة لتعلم الطفل مهارات التواصل التي بدورها تؤدي لتعلم اللغة. أما الأطفال الذين يعبرون عن نفسهم بكلمات بسيطة فالصور تستخدم كمحفز للكلام ووسيلة ليتعلم الطفل كلمات جديدة ويوظفها ليتفاعل مع الناس.

طفلي لا ينتبه إلى عندما أدربه، كيف يمكن مساعدته لينتبه إلي؟

لا يمكننا إجبار الطفل ضعيف التواصل لينتبه لنا أو ينظر إلينا فهذه الطريقة تجعل الطفل ينفر ويرفض التدريب. 

هناك عدة طرق تساعد الطفل لينتبه للآخرين لعل أشهرها:

• تقليد الحركات التي يقوم بها الطفل والأصوات التي يصدرها.
• مشاركته اهتماماته.
• استخدام طريقة ” أسمعيه أفكاره” عند الحديث مع الطفل أو التفاعل معه.
• كما أن تطوير مهارات تقليد الآخرين واللعب التخيلي تجعل الطفل ينتبه للآخرين.

ضعف النطق

من الطبيعيّ أن يكون نطق الطفل غير واضح عند بداية اكتسابه للغة فالأطفال الصغار يكون نطقهم واضحا بالنّسبة إلى الأشخاص المقربين منهم فقط، ولكن مع الوقت تتطور مهارات النطق لدى الطفل ويصبح كلامه أوضح، ولكن بعض الأطفال لا يتحسن نطقهم وهؤلاء يحتاجون إلى بعض التـّدريبات.

ما هي أنواع تأخر النطق لدى الأطفال؟

تنقسم مشاكل النطق إلى قسمين: نطق خاطئ للحروف وخطأ في توظيف الحروف.

خطأ في نطق الحرف

ينطق الطفل الحروف بطريقة خاطئة دائمًا سواء نطق الصوت بمفرده أو في داخل الكلمات، مثل الطفل الذي لا ينطق حرف الكاف فإن طلبت منه أن يقول: (ك) قال: (ت) ويسمي (كرة/ فترة)، (ويكبر/ يتبر)، (وعندك/عندت).

خطأ في توظيف الحروف

الطفل هنا ينطق الصوت بطريقة صحيحة ولكن أثناء نطق بعض الكلمات قد ينطقه بطريقة خاطئة أو يحذف الحرف أو مقطعا من بعض الكلمات مثل الطفل الذي ينطق (بسكوت / بكوت) أو (بلونة / بنونة) أو (سيّارة /ياردة).

ما هي أسباب تأخر النطق؟

• بعض الأطفال يكون تأخر النطق لديهم دون أي سبب.
• ضعف السمع.
• الشفة الأرنبة أو الحنك المشقوق.
• ضعف في عضلات الفم واللسان: نادراً ما يكون هناك طفل طبيعي ويعاني من ضعف في عضلات الفم واللسان. فالطفل الذي يعاني من ضعف في عضلات الفم واللسان يعاني من مشاكل أخرى مثل ضمور في الأعصاب، عدم التحكم في اللعب، ميلان الفم، صعوبة في البلع، عدم التحكم في الطعام داخل الفم.

هل تختلف أخطاء النطق بنوع المشكلة؟

تختلف أخطاء النطق بنوع المشكلة فمثلا:

• تأخر النطق بسبب ضعف السمع، عادة ما يضع الطفل لسانه في المكان الصحيح إلا أن الخطأ في طريقة إخراج الصوت مثل أن يبدل \كاف\ ب \أ\ ويعود السبب لأن الطفل لا يسمع الفرق بينهما
• بينما تأخر النطق دون مشاكل في السمع فتكون المشكلة غالبا في مكان وضع اللسان مثل أن يبدل \كاف\ ب \ت\
• بينما أخطاء النطق للأطفال الذين يعانون انشقاق الحنك فتكون غالبا خنة زائدة في الصوت وخطأ في مكان وضع اللسان.

أخطاء النطق الشائعة عند الأطفال